وكالة أنباء الحوزة - بيّن آية الله السيد محمد تقي المدرسي في كلمته الأسبوعية المتلفزة،أن العراق كان يعيش الرفاه والإزدهار سابقاً، ولكنّه دخل في سباتٍ عميق بسبب الهجوم التتري وتلاحق الديكتاتوريات والإحتلال عليه والحروب المتوالية، الأمر الذي يستدعي نهضةً شاملةً للخروج من ذلك السبات، والعودة إلى الحياة الكريمة والعزيزة، ولكن قبل الخطة لابد من وجود الرؤية المستقبلية المفعمة بالأمل، والنظر إلى الضوء في نهاية النفق المظلم، تمهيداً للحركة نحو الوصول إليه.
وقال سماحته: "لابد من التفكير في نهضة شاملة من قبل كل ابنائنا، فننظر إلى المستقبل، ومن ثم نقوم ببناء بلدنا بإتباع المنهج القرآني الذي يتمثل في أمورٍ ثلاث:
أولاً: تقوى الله، والتي تعني تلك المنظومة المتكاملة من القيم الإلهية والإنسانية والحضارية والوطنية، والتي تشترك جميعاً في جذورها وإن اختلفت في تجلياتها، كقيم الصدق والوفاء، وقيم الحيوية والتعاون، وقيم التكاتف والإحسان إلى الآخرين.
ثانياً: ابتغاء الوسيلة إلى الله سبحانه، والتي يشكّلها العمل الصالح وخدمة الناس، وأعظم الوسائل إلى الله هم النبي وأهل بيته عليهم السلام، حيث يتسامى من يقتدي بهم ويجعل سيرتهم نبراساً له، ويكونوا شفعاءه عند الله سبحانه، ولا يخفى على أحد، كم استفاد الشعب العراقي من إتخاذ هذه الأنوار وسائل له إلى الله سبحانه في تحديه لمشاكله العظمى.
ثالثاً: الجهاد في سبيل الله، والذي يعني الحركة المستمرة نحو البناء والعطاء والتصدي لمواجهة التحديّات، فقد يتمثّل الجهاد يوماً بمواجهة الإرهاب، ويوماً في مواجهة الإعلام الخبيث المتسلل، ويوماً في مواجهة التحديات الإقتصادية".
وأكّد آية الله المدرسي، على أنّ الجهاد اليوم يتمثّل، في مواجهة التحديات الإقتصادية والسعي نحو البناء والإزدهار، وترميم ما خلفته هذه الجائحة في حياتنا من ضعفٍ إقتصادي، مبيّناً أن من الخطأ الإعتماد على النفط كمصدرٍ أساس لثروتنا الوطنية، إذ يمتلك العراق السواعد القوية والأرض المعطاء التي يغنيه عن الإتكاء على النفط.
وبيّن سماحته، أن العراق كان بحاجة إلى صندوق سيادي يحافظ من خلاله على عائدات النفط على شكل سبائك ذهبية أو سندات، تكون للدولة القدرة على رفد اقتصادها وقت الحاجة.
وفي سياقٍ متصّل دعا آية الله المدرسي إلى التعاون بين الحكومة والشعب في مواجهة هذه التحديات، داعياً إلى أن تكون معادن العراق كلها ومن جملتها النفط بيد شركات وطنية عائدة إلى الشعب نفسه، وذلك بأن يقوم الشعب بتأسيس شركات لإستخراج النفط وتكريره والإنتفاع به في مختلف المجالات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سائر المعادن.